المؤلف:فهد عامر الأحمدي
تقييم جود ريدز:3.80
نظرة داخل الكتاب
مقدمة الكتاب
المقدمة
لم يخلقنا الله سواسية، ولكنه منح كل إنسان فرصة تطوير نفسه..
لم يضعنا في قالب واحد ولكنه منحنا - دون بقية المخلوقات - فرصة التغير وكسر الحواجز..
قبل عشرة آلاف عام كان البشر يعيشون في الكهوف، في حين كان النمل يصنع بيوتا معقدة ويعمل بطريقة جماعية منظمة. واليوم تطور البشر ووصلوا إلى مستوى غير مسبوق من الرقي والتقدم، في حين ظل النمل على حاله منذ 99 مليون عام....
هذا هو الفرق الأساسي بيننا وبين بقية المخلوقات؛ لم نخلق في قالب صارم، ولكننا نملك الإذن بالتغير والتطور. لا يوجد فوقنا سقف أعلى، ولا أمامنا خط نهاية، وكل ما نتخيله يمكننا تحقيقه بالإرادة الكافية....
غير أن معظمنا للأسف يفضل البقاء في منطقة الراحة، والاكتفاء بما يعرفه ويألفه ونشأ عليه.. والفرق بين الثبات والتقدم هو ما يصنع الفرق بين شخصين (يملكان نفس الموهبة والذكاء) ولكن الأول قانع يرفض التغيير، والثاني لا يخشى التجربة ويحاول الارتفاع لمستوى جديد...
ولأنك من النوع الثاني - (وأعرف هذا؛ لأن النوع الأول لا يقرأ الكتب) ستكتشف أن مجرد قرارك بالتغير، يعمل على تغييرك في الاتجاه الصحيح.. وهذا الأمر لا يُسعدني فقط، بل ويمنحني فرصة ثانية لمشاركتك (في هذا الكتاب) أفكاراً وتجارب لم يتسع لها الكتاب السابق..
فحين انتهيت من الجزء الأول عام ۲۰۱٦ شعرت بأن ما كتبته يقــل كثيرا عما أردت الحديث عنه.. ومع هذا؛ لم أفكر حينها بإصدار جزء ثانٍ (رغم إلحاح دار النشر) وانشغلت فور ظهوره في تأليف كتابين آخرين..
غير أن الجزء الأول لاقى إقبالاً كبيراً وانتشاراً غير مسبوق (وما يزال منذ ظهوره في قائمة الكتب الأكثر مبيعاً فبدأت أستلم رسائل إلكترونية تتساءل إن كان هناك جزء ثانٍ، أو كتاب قادم يصب في نفس المعنى ؟!!
بقيت متردداً لوقت طويل، حتى قررت حسم هذا الأمر بإجراء استفتاء على تـويـتـر؛ وكانت النتيجة أن %۷۸ ( ممن اشتروا الكتاب الأول) رحبوا بالفكرة وأبدوا استعدادهم لقراءة الجزء الثاني.
وهكذا أوقفت مشاريعي الأخرى، وبدأت العمل على الجزء الثاني في مطلع 2019 وفي ذهني ضرورة التفوق على الجزء الأول.. أخذت عهدا بأنه إن لم يكن أفضل منه، لن يقل عنه في المستوى والمحتوى.. وبعد أحد عشر شهراً من العمل انتهيت من هذه النسخة التي سنكمل فيها حديثنا عن طرق التفكير، وأخطاء التعامل، ودوافع التصرف، وعلاقتنا بالناس والمجتمع..
كتاب يُعد امتداداً للكتاب الأول، ويَـعِـدك (كم وعدك الكتاب الأول) بأن يستمر في تغيير طريقة تفكيرك وحكمك على الأشياء...
نهاية الكتاب
بعد ظهور الجزء الأول من (نظرية الفستق) أصبحت أستلم رسائل كثيرة من أشخاص أكرموني بقراءة الكتاب.. ومن ضمن الإيميلات التي وصلتني رسالة قال فيها صاحبها:
( ورغم أهمية الأفكار التي ناقشتها في كتابك، سيكون هذا آخر كتاب أشتريه في تطوير الذات؛ لأنني اكتشفت أن هذه الكتب تنظيرية لا تفيد ولا تغير حياة الناس)....
.. فهمت قصده فورًا؛ لأنني مثله قرأت الكثير من هذه الكتب، ثم بدأت في مرحلة معينة أتساءل: وماذا بعد؟ ما الذي غيّرته في حياتي؟ ماذا استفدت من نظريات ونصائح جميلة في تطوير الذات؟
غير أنني تنبهت بالتدريج إلى حقيقتين مهمتين :
الأولى: أن دور المؤلف هو تأليف الكتاب، وليس إجبار القارئ على تطبيق ما جاء فيه (فحين لا تملك الإرادة لخفض وزنك لا ينفعك أي كتاب في الريجيم)...
والثانية: أن عقلي الباطن تشبّع دون علمي بأفكار ومبادئ جميلة وردت فيها؛ ولكنني لم أدرك أنها غيرتني فعلا إلا في السنوات التالية...
وبناء على هاتين الحقيقتين أصبحت على قناعة بأننا حين نقرأ كتب تطوير الذات لن نطبق ما جاء فيها بنسبة 100%، ولكن مجرد اطلاعنا عليها يجعلنا أفضل بكثير ممن لم يقرأها أصلا...
السؤال الحقيقي ليس هل نستفيد من قراءة الكتب بأنواعها، أم لا؟
بل؛ هل نملك الاستعداد لتطبيقها والاستفادة منها أم لا (وهي النقطة التي ناقشناها في موضوع: القراءة وحدها لا تكفي) ... المشكلة أن (أمة اقرأ) لم تعد تقرأ وأن (أهل الكتاب) أصبحوا أهل كُتب.. ندفع بطيب خاطر مبلغا كبيرا لشراء بيتزا نفرزها في اليوم التالي، ولكننا نرفض دفع المبلغ نفسه لشراء كتاب يُثري عقولنا، ويُنير بيوتنا، ونورثه للجيل التالي..
... أعود وأؤكد بأنه لا يوجد أفضل من قراءة الكتب لتغيير حياتك نحو الأفضل..
أفضل ما تفعله لتطوير شخصيتك والرقي بتفكيرك هو التزامك بقراءة كتاب واحد في الشهر على أقل تقدير.. مجرد التزامك بهذه العادة يضمن تفوقك، ويؤكد تميزك، ويصنع الفرق بين نجاحك وفشلك فــ (هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ والَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ ﴾ (الزمر، الآية: ٩)...
وأشكرك في النهاية على إكمال هذا الكتاب؛ وأعتذر عن إضاعة وقتك في حال كنت تفضل البيتزا ...
اقتباسات نظرية الفستق 2
ليس عيبا ان تعترف صراحة بتغير ارائك ومواقفك؛ لأن الاغبياء لا يغيرون اراءهم، وعشاق الموروث يتمسكون بمواقعهم، في حين ينعطف بالتاريخ من يؤمنون بالتغيير وحدهم.
كم مات أقوام وما ماتت ماثرهم ، وكم عاش قوم وهم بين الناس أموات
غبر ان الفشل في قاموسي كلمة لا تعني الاستسلام او التراجع، بل تعني محاولة التعلم وتجربة النجاح.
نرتاح مع أصدقائنا ومن يوافقنا الرأي، ولكننا نتعلم ممن يعارضنا ويخالفنا الرأي..
طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس، وويل لمن نسي عيبه وتفرغ لعيوب الناس - (ابن القيم)
الشخصيات السلبية مثل السجائر وضغط الدم (لا تقتلك فورا) بل تسمم حياتك على المدى الطويل.
تحميل الكتاب
0 مراجعة